يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾(1).
وسيأتي الكلام في الباب الأخير عن علاقة إعجاز القرآن الفلكي بالأعداد إن شاء
الله تعالى، على أن الكلمة التي يهمّنا موقعها هنا هي كلمة ﴿فَسَوَّاهُنَّ﴾.
ذلك أن اقتران هذه الكلمة بالعدد (7) في هذا النصّ الكريم لا بدّ أن تكون له
دلالة عددية مقصودة طبقًا للمنطق الرياضي الذي تعرّضنا له سابقًا.
فما هي هذه الدلالة؟
عند الرجوع إلى القرآن الكريم نجد أن كلمة "سماء" تكرّرت فيه (120) مرة،
في حين أن كلمة "سموات" تكرّرت فيه (190) مرة،
بحيث يكون المجموع الكلي لورود هذه الكلمة في كل القرآن مساويًا لـ(310)
مرات. ولكن الأمر المدهش حقًا أنه من بين جميع هذه التكرارات الوفيرة
لكلمتي "السماء" و"السموات" في القرآن الكريم، فقط (7) مواضع منها جاء
فيها تقرير من الله سبحانه وتعالى بأن عدد "السموات" هو بالفعل (7)، حيث
كان ذلك في المواقع التالية:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾(2)
﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾(3)
﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾(4)
﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء
الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾(5)
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾(6)
﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ
الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾(7)
﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ (
وبذلك فقد تساوى عدد السموات المُعلن عنها في القرآن الكريم تمامًا مع عدد
الآيات التي ذكرت هذه الحقيقة الإلهية العجيبة. فسبحان الله العظيم! والأمر لا
يقف عند هذا الحد! لأننا نجد دليلاً قاطعًا على أن هذا التساوي مقصود وله
غرضه: ففي القرآن آيتان كريمتان جاء فيهما التعبير عن خلق السموات السبع،
ولكن دون أن يذكر الله تعالى فيهما كلمتي "السماء" أو "السموات"، وهما:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾(9)
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾(10)
فلو أن كلمة "سماوات" وردت في هاتين الآيتين بدلاً من "طرائق"
أو "شدادًا"، أو حتى جاءت مقترنة بإحداهما، لأصبح عدد المرات التي يتمّ فيها
التقرير الإلهي بعدد "السماوات السبع" هو (9) وليس (7)، ولما اتّضح سرّ هذا
الإختيار الدقيق لمواقع الكلمات في هذه الآية الكريمة! فسبحان الله رب
العالمين.
(1) سورة البقرة: 229.
(2) سورة البقرة: 229.
(3) سورة الإسراء: 1744.
(4) سورة المؤمنون: 2386.
(5) سورة فصلت: 4112.
(6) سورة الطلاق: 6512.
(7) سورة الملك: 673.
(
سورة نوح: 7115.
(9) سورة المؤمنون: 2317.
(10) سورة النبأ: 7812.
يمكنكم مطالعة المذيد علي
موقع الأرقام